"إبنىِ يأكل فقط المعكرونة بصلصة الطماطم".. جُملة أصبح يُرددها
الكثير من الأمهات.. ويُصرح الباحثون أن مُشكلة الأكل عند الأطفال غالباً ما تَبدأ فى
فترة إنتقالية ما بين فترة الرضاعة والأكل الطبيعىِ. إذ يَرفض الأطفال تناول
الغذاء المفيد من الخضروات مثلاً، ويكتفون بأكل المعجنات كالمعكرونة، ويَغضبون من أمهاتهم
عندما يفرضون عليهم أكل طعام مفيد لنموهم، الأمر الذى يُحول الأكل الجماعىِ إلى
دراما يومية.
وتنقل صحيفة "مورجن بوست" الألمانية عن البروفيسور "بيرتولود
كوليتسكو" المتخصص بطب الأطفال قوله: "إن الآباء يُفوتون فرصة مهمة لجعل
أبنائهم يتعودون على عادات غذائية سليمة ما بين سنة وثلاث سنوات. إذ تُعد هذه
الفترة العمرية أفضل فترة للتعرف على أنواع مختلفة من الأطعمة وتذوقها".
وفى ألمانيا يكتفىِ 80 إلى 95 % من الوالدين بتغذية أطفالهم ممن تَبلغ أعمارهم
12 شهراً على الحليب أو زجاجات الطعام المطحون والجاهز. لذلك ينصح العديد من خبراء
التغذية الآباء على إتخاذ بعض الإجراءات التى تُساعد الأطفال على تَقبل الأغذية
الصحية.
فأولا يَنبغىِ إدماج أغذية جديدة وصحية إبتداءً من السنة الثانية، إذ يكون
الطفل فى هذه المرحلة منفتحاً على كافة الأطعمة. ويُنصح الأهل بدفع أبنائهم إلى
التعرف على الطعام الجديد عن طريق لمسه وشمه والإحساس به.
والأم والأب يُشكلان نموذجاً يُحتذىَّ به لأطفالهما، فعاداتهما فى الأكل تَطبع
العادات الغذائية عند الطفل لعقود. لذلك ينبغىِ للعائلة أن تَجتمع على الأكل. ويَنصح
الخبراء بتخلىِ الآباء عن الهواتف المحمولة ومشاهدة التلفزيون أثناء الأكل. فإنتظام
أوقات الأكل، يَمنح للطفل إدراكاً بوجود نظام معين، لذلك ينبغىِ للطفل فى وقت مبكر
أن يُفرق بين وقت اللعب ووقت الأكل.
كما ينصح الخبراء بإبعاد الطعام عن منطق العقاب أو الجائزة، إذ غالباً ما يُعاقب
الآباء أبناءهم بحرمانهم من أكل ما يُحبونه، أو تقديم طعام معين كنوع من الجائزة
على تصرف جيد أو سلوك طيب.
ونصيحة أخرى يقدمها الخبراء، تتجلىَّ فى عدم طول مدة الأكل بالنسبة للطفل حتى
يتمكن من التركيز فى ما يَأكله، إذ لا ينبغىِ أن تتجاوز مدة تناول الطعام العشرين
دقيقة فقط.
موضوعات أخرى: