وتعود أصول الزبادي إلى آلاف السنين لدى الرعاة الرحل في غرب آسيا والشرق الأوسط، حيث اكتشفت هذه المجتمعات المبكرة أن تخزين الحليب في أكياس من جلود الحيوانات يُؤدي إلى التخمير الطبيعي، مما يُنتج طعامًا لاذعًا يدوم طويلًا. وكلمة "زبادي" بالإنجليزية نفسها مشتقة من الفعل التركي "يوجورماك"، ويعني "يُكثّف أو يُخثّر".
ومع مرور الوقت، انتشر الزبادي عبر الثقافات - من وصفة "داهي" الهندي إلى "ستراجيستو" اليوناني، ولكلٍّ منها طرق تحضير وتقاليد خاصة بها.
كيفية صنع الزبادي:
يُصنع الزبادي بتخمير الحليب باستخدام مزارع بكتيرية محددة، أبرزها Lactobacillus delbrueckii subsp. bulgaricus وStreptococcus thermophilus. وتتضمن العملية:.
• البسترة: تسخين الحليب للقضاء على الميكروبات الضارة.
• التلقيح: إضافة بكتيريا مفيدة.
• التخمير: ترك الخليط في درجات حرارة دافئة حتى يصبح كثيفًا.
• بعض الأنواع تحتوي أيضًا على بروبيوتيك إضافي مثل Lactobacillus acidophilus أو Bifidobacterium لتحسين صحة الأمعاء.
كما يتوفر الزبادي بأشكال متعددة تناسب مختلف الأذواق والاحتياجات الغذائية.
الفوائد الصحية للزبادي:
يشتهر الزبادي بقيمته الغذائية..
• غني بالبروتين، وخاصةً الأنواع اليونانية.
• غني بالكالسيوم، مما يدعم صحة العظام.
• يحتوي على بروبيوتيك، مما يساعد على الهضم ويدعم ميكروبات الأمعاء.
• يساعد في تنظيم ضغط الدم والكوليسترول عند تناوله بانتظام.
ومع ذلك، قد تحتوي أنواع الزبادي المنكّهة على نسبة عالية من السكريات المضافة، لذا يُنصح بمراجعة الملصقات.
استخدامات الزبادي في الطهي:
تعدد استخدامات الزبادي يجعله من الأطباق المفضلة في المطبخ..
• الإفطار: يُقدّم مع الفاكهة أو الجرانولا أو العسل.
• الطهي: يُستخدم في التتبيلات والصلصات والمخبوزات.
• بديل: يُستبدل بالقشدة الحامضة أو المايونيز أو الكريمة في الوصفات.
• الحلويات: الزبادي المُجمد، والبارفيه، والعصائر.
• كما أن نكهته اللاذعة تُكمّل الأطباق الحارة، وتُنعش حاسة التذوق.
والزبادي أكثر من مجرد وجبة خفيفة، إنه رمز ثقافي، وقوة غذائية، وفن طهي مُتنوع. سواء تم تتناوله بالملعقة من كوب أو إضافته إلى الحساء، يُقدّم الزبادي طريقة لذيذة لتغذية الجسم وإسعاد براعم التذوق لدي الإنسان.